ماذا يجب عليك أن تعمل عندما يكون لديك مهام أكثر من اللازم؟
1- معضلة الإنتاجية
- في بيئة العمل الحديثة، أصبحت الإنتاجية معيارًا قاسيًا يقيس به أصحاب الشركات جدوى الموظف تمامًا كما يُقاس أي أصل مادي آخر، وهذا ما حوّل المفهوم من كونه وسيلة لتحقيق التوازن بين الجهد والعائد إلى أداة ضغط تستنزف العاملين تحت ذريعة الربحية.
- فبينما يُفترض أن الموظف المنتج يرفع من قيمة المؤسسة، تلجأ بعض الشركات إلى تقليص العمالة والإبقاء على نفس حجم العمل، ما يضاعف الأعباء دون مقابل مادي عادل، وينعكس سلبًا على الإنتاجية العامة. والأدهى أن الدراسات تثبت أن زيادة ساعات العمل لا تعني زيادة الإنتاج،
- بل العكس؛ إذ تتراجع كفاءة الفرد كلما طالت ساعات إرهاقه. ولأن الواقع يشير إلى أن قيمة الموظف تتحدد اليوم بمدى عائده الاستثماري لا بإنسانيته، فإن الموظف مطالب بأن يُطوّر من نفسه ليظل مطلوبًا، ويُثبت لأرباب العمل أنه استثمار مربح.
2- التأثير خير من الكثرة
- في عالم يمجد الانشغال ويقيس النجاح بعدد ساعات العمل، يغفل كثيرون أن القيمة الحقيقية تكمن في النتائج لا في الوقت المبذول، فالعمل المتواصل دون تخطيط أو توازن يؤدي غالبًا إلى الإرهاق والاستنزاف، لا إلى نجاح دائم. والاعتدال هو السر،
- إذ يكمن النجاح في ترتيب الأولويات، والتقليل من المهام التي تستهلك الجهد دون مردود فعلي.
- ومن الضروري مراجعة أساليب العمل وتقييمها دوريًا، لأن التحسين المستمر والتخلي عن الطرق القديمة التي لم تعد فعالة هما ما يصنع التقدم الحقيقي.
3- الإسراف في العمل
- الانشغال الدائم لا يعني بالضرورة إنتاجية حقيقية، بل قد يكون ستارًا يخفي خلفه استنزافًا للطاقة وغيابًا عن الحياة الحقيقية.
- وأن الإنتاجية الحقيقية تبدأ عندما تستمتع بما تعمل. لذا، لا تستهلك وقتك في أعمال منخفضة العائد على حساب صحتك أو علاقاتك، بل مارس ما يسميه بـ”الهجر الهادف” أو “التفويض الذكي”. والإفراط في العمل له ثمن باهظ، فقد يصل في بعض الثقافات مثل اليابان إلى “الكاروشي” أي الموت من فرط العمل.
- الأبحاث تؤكد أن النوم الجيد ضروري لتنظيم الساعة البيولوجية وزيادة المناعة وتعزيز التركيز والإنتاج. لذلك، العناية بالنفس ليست ترفًا بل ضرورة لإنتاجية مستدامة، فالمعادلة بسيطة: إذا لم تحمِ طاقتك، فلن تملك شيئًا تقدمه.
4- رتب أولوياتك
- تحديد الأولويات يُعد بمنزلة الوقاية التي تحمي إنتاجيتك من الانهيار، فالإغفال عن تحديد موعد البدء، والتركيز فقط على موعد التسليم، يُضعف الهمة ويؤدي للتسويف، لذا من الأفضل ترتيب المهام حسب مواعيد البدء والتسليم، مع إجراء مراجعات دورية (يومية، أسبوعية، شهرية)
- لمراقبة الإنجاز وتعديل المسار. عند ترتيب المهام، راعِ درجة خطورتها وتأثيرها، وقسّمها إلى: إلزامية، روتينية، وفعالة. ولا تكتفِ بقائمة “الممنوعات”، بل أنشئ “قائمة بيضاء” تضع فيها المهام التي تهمك وتُلهب حماسك. أما عن تعدد المهام،
- فقد أظهرت إحدى الدراسات أنه ممكن عند تنشيط حواس مختلفة، لكن دراسات أخرى كشفت أن التنقل بين المهام المعقدة يهدر الوقت بسبب ما يُعرف بمرحلة “نقل الهدف” و”تفعيل القاعدة”، حيث تُستهلك طاقة ذهنية لإزالة أثر المهمة السابقة والتهيؤ للجديدة،
- ويزداد هذا الاستهلاك طرديًا مع تعقيد المهمة، مما يجعل التركيز على مهمة واحدة في كل لحظة هو الخيار الأكثر كفاءة.
تعليقات0