ملخص كتاب " الإقتصاد في درس واحد "
دائمًا ما يُقال إنه إذا اجتمع اثنان من الاقتصاديين فسيكون هناك ما لا يقل عن ثلاثة آراء! فهذه هي الطبيعة الجدلية لعلم الاقتصاد، ذاك العلم العجيب الذي يجمع بين طياته صرامة الرياضيات وواقعية علم النفس.
🌳 الطبيعة الجدلية لعلم الاقتصاد
دائمًا ما يُقال إنه إذا اجتمع اثنان من الاقتصاديين فسيكون هناك ما لا يقل عن ثلاثة آراء! فهذه هي الطبيعة الجدلية لعلم الاقتصاد، ذاك العلم العجيب الذي يجمع بين طياته صرامة الرياضيات وواقعية علم النفس، فهو يقع في منتصف المسافة بين العلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية، وربما ينسحب هذا الجدل أيضًا على رجاله، فعلى الرغم من أن قادة الفكر الاقتصادي على مر التاريخ لم يكونوا متمايزين عن باقي البشر، بل كان بعضهم أشد بؤسًا من العامة، فإن آراءهم كانت من الثورية بأن كانت ذا أثر كبير في حياة الجنس البشري بأكمله، وكانت سببًا في تقويض أنظمة حكم واختفاء دول بأكملها وأداة مهمة في لعبة العروش الدولية.
ومما يميز هذا العلم عن غيره هو أن نظرياته وقوانينه نشأت وفقًا لظروف اجتماعية ما، فكلما كانت تتغير تلك الظروف كانت تطرأ مشكلات جديدة تستدعي تغيير تلك النظرية أو حتى المجيء بنظرية جديدة تواكب تلك التغييرات المجتمعية، وتنشأ المغالطات الاقتصادية من استدعاء قوانين ومبادئ تم تشكيلها وفق قالب اجتماعي ما ومحاولة زرعها مجددًا في وسط آخر يلفظها.
🌳 مغالطة الدمار الخلاط
كثيرًا ما ارتبطت الرأسمالية بالأزمات وتقلُّبات الدول بين الازدهار والكساد كنتيجة للدورات الاقتصادية التي تكتنف المشهد الاقتصادي المعاصر، وتختلف حدة تلك التقلبات من أزمة إلى أخرى، وتبعًا لذلك كانت تختلف أساليب العلاج، أو بمعنى آخر قسوتها.
لكن كان من الملاحظ أن شدة تلك النكبات أصبحت تتزايد بمرور الزمن بحيث أصبحت الوسائل التقليدية لتحفيز الاقتصاد غير كافية وربما لم تزِد عن كونها مجرد مسكنات ليس إلا، وأصبح الأمر ضروريًّا للبحث عن محفِّز آخر يكون ضامنًا لاستمرارية عملية النمو الاقتصادي أطول فترة ممكنة، بالطبع لم يكن هناك أنشط من قطاع الأسلحة ليستوعب فائض العمالة نتيجة الكساد الذي ضرب القطاعات الأخرى، لكن كانت هناك مشكلة ألا وهي خلق طلب دائم ومستمر على صناعة الموت تلك.
إقرأ أيضا : أهم 20 اقتباس من كتاب "كيف تتخلص من القلق وتبدأ حياتك".
🌳 الانفاق الحكومي وتداعياته
كان النشاط الاقتصادي قديمًا قبل ظهور النظرية الكينزية ينظر إلى الحكومة بوصفها العدو اللدود، فكان يحارب أي محاولة من شأنها أن تؤدي إلى توغل الدولة في الاقتصاد، فمبادئ مثل الحرية الاقتصادية وحيادية الموازنة العامة كانت بمثابة أصنام الرأسمالية التي يطوف حولها الجميع.
ولكن مع التطور المجتمعي الرهيب وظهور بعض الاختلالات الاقتصادية المزمنة أصبح لزامًا على الجميع أن ينصاع لفكرة تدخل الحكومة ولو مؤقتًا في أوقات الأزمات من أجل تنفيذ مهمة إنقاذ الوضع الاقتصادي وانتشاله من مستنقع الأزمة وإلا فإن المعبد سيسقط على الجميع، من هنا بدأ التخلي عن مبدأ حيادية الموازنة العامة التي كانت تقضي بتساوي الإيرادات مع المصروفات حتى تتساوى بذلك آثار الحقن مع آثار التسرب، وأصبحت الحكومات تلجأ إلى إحداث عجز متعمد عبر زيادة المصروفات عن الإيرادات كحزمة إنقاذ تساعد الاقتصاد على النهوض مجددًا.
إقرأ أيضا : ملخص كتاب "لا تكن لطيفا أكثر من اللازم"
🌳 عداوة رأس المال والعمل
كان الإنسان البدائي يعتمد على مجهوده البدني في تدبير احتياجاته المتعددة من مأكل وملبس ومسكن، وظل الأمر كذلك إلى أن تمكَّن من صنع أدوات بدائية بسيطة ساعدته على توفير بعض الجهد والوقت، فكان الإنسان بذلك يسير جنبًا إلى جنب مع الآلات في ارتباط منتج ومثمر.
لكن هذا الوفاق لم يستمر مع قدوم الثورة الصناعية التي كانت أبرز ملامحها هي الاعتماد على الآلة على نحو كبير في عملية الإنتاج، من هنا نشأت مغالطة مؤداها أن التقدم التكنولوجي هو سبب البطالة، وبالنظر إلى كتابات بعض الاقتصاديين لم يكن هناك أوضح من تلك العلاقة العدائية بين كلٍّ من رأس المال والعمال، فهم يرون أن التكنولوجيا أدَّت إلى فقد العمال وظائفهم بإحلال الآلات عوضًا عنهم، ولأول وهلة يبدو أن تحليلهم لا يخلو من منطق ولكن لم تنتهِ القصة بعد.
إقرأ أيضا : ملخص كتاب " سيكولوجية الرحيل " .
🌳 كيفية عمل نظام الأسعار
تُشكِّل كلٌّ من ندرة الموارد وتعدُّد الحاجات والاختيار بين البدائل المختلفة، بعضًا من المبادئ الحاكمة لعلم الاقتصاد، فتلك المبادئ هي سبب نشأة الاقتصاد ومشكلته الأساسية في الوقت نفسه، فطالما لم يوجد بعدُ عالم الوفرة المطلقة فحاجتنا إلى علم الاقتصاد ما زالت قائمة، حيث يتلخَّص دوره في كيفية استخدام الموارد المحدودة لإشباع الحاجات غير المحدودة.
لذلك كانت من أهم الأسئلة التي تدور في خلد المنتجين هي أي السلع نقوم بإنتاجها؟ خصوصًا في ظل ندرة الموارد وتعدُّد الاحتياجات، فعملية الاختيار تلك تنطوي على مجازفة، فتوجيه بعض الموارد لسلعة ما يعني حرمان باقي السلع من هذه الموارد، ويُلاحظ أن كيفية عملية الاختيار تلك تعد أحد المعالم الفارقة بين كلٍّ من النظام الرأسمالي والنظام الاشتراكي، ففي الأخير تتولَّى الحكومة المركزية الإجابة، فهي التي تحدِّد كميات السلع التي يتم إنتاجها وتوزيعها، لكن الأمر مختلف في النظام الرأسمالي حيث يتولَّى السوق تلك المهمة وهي ما يطلق عليها اليد الخفية التي أبان عنها آدم سميث في مؤلفه الشهير "ثروة الأمم".
إقرأ أيضا : ملخص قصير كتاب ازدد ثراء بقوة عقلك الباطن
🌳 زيادة معدلات الرفاهية
الاقتصاد لا يعرف المشاعر، فهو يدرس ما هو كائن وليس ما يجب عليه أن يكون، ففي الاقتصاد تتساوى النقود التي تُدفع لإطعام طفل جائع مع نظيرتها التي تُدفع من أجل شرب كوب آخر من النبيذ، ومع ذلك تعدُّ من أهم أهداف السياسة الاقتصادية لأي دولة هي زيادة معدلات الرفاهية، وينسحب ذلك بصورة أو بأخرى على إقرار قانون الحد الأدنى للأجور وتثبيت أسعار بعض السلع الضرورية.
أما زيادة معدلات الأجور عبر تحديد حد أدنى فوق المستوى التوازني للأجور السائدة فهذا يؤدي بدوره إلى خفض طلب أصحاب الأعمال على العمالة نظرًا إلى ارتفاع أجر العمالة، ما يدفع ببعض المنتجين إلى الاستغناء عن بعض العمالة القائمة كنوع من تقليل التكلفة، وقد يلجؤون إلى حيلة ما لتحميل المستهلكين جزءًا من التكلفة الجديدة عبر رفع أسعار السلع والخدمات، وبهذا نجد قانون الحد الأدنى للأجور قد أسهم بدوره في زيادة معدلات البطالة وزيادة الأسعار، وهي تلك الأهداف التي كانت ترغب الدولة في محاربتها.
تعليقات
0